بالرغم من انتشار ابار المياة في سيناء الا ان كثيرا من هذة الابار قد اهملت و امتلات بالرمال و الاتربة و انهارت جوانبها و لم يعد البدو من عرب سيناء يستخدمونها نظرا لعدم توافر المياة بها الا ان الخديوي ابراهيم عندما تولي حكم مصر اهتم بتلك الابار و اعاد ترميمها و اصلاحها حيث قام بترميم بئر قطية و بئر العبد الذي سميت المدينة بعد ذالك بنفس اسم البئر و كذالك بئر الشيخ زويد و كذالك بئر المزار و اعاد الي هذة الابار الحياة لسكان تلك المناطق كما اهتم الخديوي ابراهيم و لاول مرة انشاء محطات للبريد بين مناطق سيناء لنقل الخطابات و الطرود بين مناطق سيناء ابتداءا من القنطرة شرق ثم قطية ثم بئر العبد ثم بئر المزار ثم العريش ثم الشيخ زويد ثم رفح ثم خان يونس ثم غزة و ما زالت هذة المحطات تحتفظ بأسمائها حتي الان و كان يتم نقل هذة الخطابات و الطرود علي ظهور الابل عبر الصحراءو استمرت هذة المحطات بنفس المسميات التي اطلقت علي محطات السكك الحديدية و التي رفعها الاسرائيليون بعد احتلال سيناء في 1967حتي يعجز المصريين عن اقامتها مرة ثانية و عدم ربط منطقة سيناء الحدودية بقطار الشرق السريع كما كان يسمي و الذي يبدا من الاسماعيلية و حتي العريش و كان من الاهمية القصوي لانتعاش الحياة في تلك المناطق وفي عهد الخديوي عباس الذي تولي بعد وفاة الخديوي ابراهيم ازداد اهتمامة بسيناء و قام ببناء حمام فوق النبع الكبريتي بالقرب من مدينة الطور و قد تم حفر قناة السويس في عهد الخديوي سعيد و التي امتدت اثارها الي سيناء و قد اقيم في مدينة الطور عام 1858 م حجر صحي للحجاج .ثم جاء الخديوي اسماعيل باشا بعد وفاة الخديوي سعيد و الذي قام بتكوين لجنة علمية للتنقيب عن المعادن في سيناء و منطقة الطور و قام بانشاء مدينة القنطرة شرق و قد افتتحت قناة السويس للملاحة في 17 نوفمبر 1869 م و الجدير بالذكر انة في عهد الخديوي توفيق لم يكن هناك اي انجازات في سيناء بسبب قيام الثورة العرابية 1882 م و هو نفس العام الذي احتلت فية بريطانيا مصر و ظلت الاوضاع علي ما هي علية حتي جاء الخديوي عباس حلمي الثاني و الذي قام بعمل زيارة الي مدينة الطور في 1896 م ثم قام بزيارة مدينة العريش 1898 م و تفقد الاعمدة الحدودية و امر بتجديد جامع العريش و ترميم بئر قطية و حفر بئر جديدة عند قرية النبي ياسر بجهة العريش و منذ ان وقعت مصر تحت الاحتلال البريطاني سعي البريطانيون الي فرض حصار علي منطقة سيناء و منعوا عنها كل وسائل و اسباب التطور و التقدم و احاطوها بالخناق و ساعدهم علي ذالك وجود قناة السويس كمانع مائي فاصل بين جميع اراضي مصر و بين منطقة سيناء و الذي يؤكد سوء نيتهم و سعيهم لاستقطاع هذة المنطقة منعهم الدخول اليها و العبور الي الجانب الشرقي الا بتصريح بالاضافة الي تردي الحالة التعليمية و سوء احوال المدارس و التكريس الي الجهل و الامية و كذالك سوء الاحوال الصحية و قلة المستشفيات و الدواء و ايضا عدم الاهتمام بالنواحي الاجتماعية للسكان و من المساويء التي مارسها البريطانيون علي سيناء و ضعها تحت ادارة استخباراتهم حتي عام 1906 م ثم وضعها تحت ادارة اقسام الحدودو المسماة بسلاح الحدود حاليا و تعاقبت عليها ثلاثة محافظيين انجليز وهم (باركر ـ جارفس ـ هاميرسلي )و ذالك حتي عام 1946 ثم بدأحكم المحافظيين المصريين لسيناء .كما اقام الانجليز نقاط جمارك عند اماكن العبور من الجانب الشرقي الي الجانب الغربي للقناة و بالعكس و كان من المفترض وضع هذة الجمارك علي الحدود بين مصر و فلسطين علي الحدود الشرقية لمصر و لا يفوتني ان اذكر بان سيناء شهدت العديد من المسيرات الحربية اثناء عبورها من الحدود جيئة و ذهابا الي بلاد الشام و الدول الاخري و عندما قام الخديوي ابراهيم بحملتة الحربية علي سوريا و عبورا بسيناء بمحازاة الساحل الشمالي للبحر المتوسط حتي وصل عكا و حاصرها برا و بحرا الي ان تمت سيطرتة عليها و نجح فيما فشل فية نابليون بونابرت في حملتة علي سوريا و الشام و اضطر لحصارها برا فقط ثم توغل و فتح دمشق و الشام